كشف العلم أن تحت البحر نارا وتحت النار بحر وتم تصوير هذا
الاكتشاف وقد أخبر عن هذا العلم الرسول الله صلى الله عليه
وسلم في الحديث إذ قال (لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو
مجاهد فإن تحت البحر نار وتحت النار بحر ) وكل العلوم التي
كانت من علوم الغيب قبل ألف وأربعمائة سنة أخبر عنها القرآن
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة .
فقد اكتشف علماء الجولوجيا مؤخرا أن جميع المحيطات وبعض
البحار مثل البحر الأحمر وبحر العرب متوقد بالفعل ويقول الله
في سورة الطور (والبحر المسجور ) وعلق المفسرون معنى
مسجور إشعال النار .
عالم البحار مليء بالأسرار والعجائب والتي ظلَّت تُنسج حولها
الأساطير حتى عهد قريب عندما اخترع الإنسان الغواصة
واستطاع الغوص لآلاف الأمتار في أعماق المحيطات.
وقد كان الاكتشاف المذهل وجود نار ملتهبة في أعمق البحار!
فجميع البحار والمحيطات في
العالم يوجد في قاعها شقوق تتدفق من خلالها الحمم
المنصهرة.
شبكة الصدوع والشقوق هذه تمتد لآلاف الكيلومترات ويتدفق
من خلالها ملايين الأطنان من السوائل المنصهرة الموجودة
تحت الغلاف الصخري للأرض.
وتبلغ درجة حرارة المواد المنصهرة هذه أكثر من ألف درجة مئوية.
وهذه الصدوع تعاني من تدفق مستمر على مدار الساعة
مما يؤدي إلى تراكم المواد المنصهرة وتبردها في ماء البحر
حتى تتشكل الجزر البركانية.
وقد تم اكتشاف سلاسل من الجبال البركانية في عرض البحر
تمتد لعشرات الألوف من الكيلومترات، والتي تشكلت نتيجة
اندفاع الحمم الملتهبة من قاع هذه البحار.
ولكن الشيء غير المتوقع أن هذه الحمم والتي تنطلق من
الطبقة الثالثة للأرض (فيما يسمى بنطاق الضعف الأرضي)
تحتوي في تركيبتها على الماء. إذن الطبقة الأرضية التي تحت
البحر وتحت هذه النار تحتوي ماءً.
ويمكن القول بأن الحقيقة العلمية الثابتة واليقينية هي وجود نار
تحت أي بحر في العالم، وتحت هذه النار هنالك ماء يقدر
بأضعاف ما يوجد في البحار!!
والشيء العجيب جداً هو أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
قد حدثنا بدقة عن هذه الحقيقة العلمية لم تنكشف إلا في القرن
العشرين فقال: (عن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً) [ رواه
أبو داود ]. وهنا نقف وقفة تأملية مه هذا الحديث العظيم.
فالبحر والنار هما شيئان متضادان ولا يجتمعان أبداً، وهذا الفهم
موجود عند العرب منذ القديم.
وعن قول الرسول الرحيم عليه الصلاة والسلام أن تحت البحر
ناراً وتحت النار بحراً هو دليل على اجتماع الماء والنار دون أن
يطفئ أحدهما الأخر، وهذا ما ثبت علمياً.ِ
ونحن اليوم نستطيع مشاهدة منظر لأعماق البحار حيث تتفق
المواد المنصهرة وتنتشر عبر ماء البحر البارد وعلى الرغم من
كثرة ماء البحر فإنه لا يستطيع تبخير ماء البحر.
هذا التوازن هو بالضبط ما نجده في حديث سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم: (إن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً). ومع
أن هذا النبي الأمي لم يركب البحر ولا مرة واحدة، ولم ينزل إلى
أعماق المحيطات، ومنذ أربعة عشر قرناً لم يكن هنالك غواصات
بل أقصى عمق يمكن الوصول إليه تحت سطح الماء لا يتجاوز
العشرة أمتار، فكيف استطاع عليه الصلاة والسلام كشف حقائق
علمية على أعماق تبلغ آلاف الأمتار؟
إن هذا دليل على نبوة هذا الرسول الخاتم ودليل على صدق
رسالته للبشر جميعاً
سبحان الله وبحمده سبحان الله العلي العظيم