انفاال العنزي
المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 10/12/2011
| موضوع: الحكمة من تقديم الأخ على الأم والأب في سورة عبس الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكمة من تقديم الأخ على الأم والأب في سورة عبس
لماذا قدم "يوم يفر المرء من أخيه" على "وأمه وأبيه"؟
الحمد لله أما بعد .. يقع تأثير القرآن في النفوس بأوجه عظيمة أرادها الله تعالى، ولا يلزم من ذلك أن نعرف سبب هذا التأثير،
سواء كان ذلك في اختيار الألفاظ أو بالتقديم والتأخير بينها، أو في الأعداد؛ فهو معجز في مبانيه وفي ترتيبه، وفي معانيه.
وقد حاول جمع من المفسرين توجيه ذلك كالبقاعي في "نظم الدرر" فذكر بأن سياق الآيات لما كان في الفرار قدم أدناهم رتبة في الحب والذب فأدناهم على سبيل الترقي، وأخر الأوجب في ذلك فالأوجب بخلاف ما في سورة المعارج
فإنه لما كان السياق للافتداء، بدأ بأعزهم في ذلك فقال: "يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه" الآية . وقال أبو العباس ابن تيمية في توجيه ذلك بأنه :
( .. لو ذكر الأقرب أولًا، لم يكن في ذكر الأبعد فائدة طائلة، فإنه يعلم أنه إذا فر من الأقرب، فر من الأبعد، ولما حصل للمستمع استشعار الشدة مفصلة، فابتدئ بنفي الأبعد متنقلًا منه إلى الأقرب، فقيل أولا : "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ" فعلم أن ثَمَّ شدة توجب ذلك، وقد يجوز أن يفر من غيره، ويجوز ألا يفر، فقيل : "وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ" فعُلِم أن الشدة أكبر من ذلك، بحيث توجب الفرار من الأبوين . ثم قيل : "وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ" فَعُلِم أنها طامة بحيث توجب الفرار مما لا يفر منهم إلا في غاية الشدة، وهي الزوجة والبنون، ولفظ صاحبته أحسن من زوجته"
اهـ كلامه . والله أعلم .
الشيخ سليمان الماجد | |
|